في عالم الأعمال اليوم، يُعتبر رواد الأعمال أبطالاً حقيقيين، خاصة أولئك الذين بدأوا رحلتهم من الصفر دون رأس مال كبير أو دعم عائلي غني. مصر، مهد الحضارات القديمة، أنتجت العديد من أشهر رواد الأعمال الذين تحدوا الظروف الاقتصادية الصعبة والتحديات الاجتماعية ليبنوا إمبراطوريات أعمال تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات. هؤلاء الرواد ليسوا مجرد رجال أعمال ناجحين، بل هم مصدر إلهام للشباب المصري والعربي، يثبتون أن الإصرار والابتكار يمكن أن يحولا الفكرة البسيطة إلى شركة عالمية. في هذا المقال، سنستعرض خمسة من أشهر رواد الأعمال في مصر، مع التركيز على قصص نجاح مصرية حقيقية بدأت من لا شيء. سنتحدث عن مؤسس سويفل ومؤسس حالا (أو هالان كما تُعرف)، وغيرهم من أشهر رواد الأعمال العرب، لنكشف كيف بنوا شركاتهم وتغلبوا على العقبات. هذه القصص ليست مجرد سير ذاتية، بل دروس في الصمود والرؤية الاستراتيجية.
مع تزايد الاهتمام بـقصة رائد أعمال ناجح، أصبحت مصر مركزاً للابتكار في الشرق الأوسط، حيث يساهم هؤلاء الرواد في نمو الاقتصاد وخلق فرص عمل. وفقاً لتقارير اقتصادية حديثة، ساهم قطاع الشركات الناشئة في مصر بنمو يفوق 20% سنوياً، مما يجعل هذه القصص أكثر أهمية. دعونا نغوص في تفاصيل حياة هؤلاء الخمسة.
1. أونسي ساويرس: مؤسس إمبراطورية أوراسكوم
يُعد أونسي ساويرس، الذي توفي في عام 2021، أحد أبرز أشهر رواد الأعمال في مصر والعالم العربي. بدأ رحلته في الخمسينيات من القرن الماضي في الصعيد المصري، حيث كان يعمل معلماً modestاً. مع رأس مال لا يتجاوز 50 جنيهاً مصرياً، أسس شركة صغيرة للمقاولات في عام 1950. كانت البداية متواضعة، لكنه ركز على مشاريع البناء في المناطق الريفية، مستفيداً من خبرته في الهندسة.
في الستينيات، واجه أونسي أكبر تحدٍ عندما قامت الحكومة المصرية بتأميم الشركات، مما أدى إلى خسارته كل شيء. لكنه لم يستسلم؛ انتقل إلى ليبيا وبدأ من جديد، يبني جسوراً وطرقاً. عاد إلى مصر في السبعينيات وأعاد بناء شركته، التي أصبحت أوراسكوم، وهي اليوم مجموعة عملاقة في مجالات الإنشاءات، الاتصالات، والسياحة. بلغت قيمة أوراسكوم مليارات الدولارات، وأصبحت واحدة من أكبر الشركات في أفريقيا والشرق الأوسط. أبناؤه، مثل نجيب وناصف، استمروا في توسيع الإمبراطورية، لكن الأساس كان من صنع أونسي الذي بدأ من الصفر.
قصة أونسي تُعد قصة رائد أعمال ناجح كلاسيكية، تُظهر كيف يمكن للصبر والتركيز على الفرص أن يحولا الفقر إلى ثروة. اليوم، تُقدر ثروة عائلة ساويرس بأكثر من 10 مليارات دولار، وهي مصدر إلهام لـأشهر رواد الأعمال العرب.
2. محمد الفايد: من بائع عصائر إلى صاحب هارودز
محمد الفايد، المولود في الإسكندرية عام 1929، هو مثال حي على قصص نجاح مصرية بدأت من أسفل السلم الاجتماعي. نشأ في عائلة فقيرة، وبدأ عمله كبائع للعصائر والخياطة في الشوارع. في سن المراهقة، انتقل إلى دبي وبدأ في تجارة الأثاث والعقارات، مستفيداً من الطفرة النفطية.
في السبعينيات، انتقل إلى بريطانيا واشترى متاجر صغيرة، ثم في عام 1985، اشترى متجر هارودز الشهير مقابل 615 مليون جنيه إسترليني، محولاً إياه إلى إمبراطورية تجزئة تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات. كما اشترى نادي فولهام الإنجليزي وطوره إلى فريق محترم. على الرغم من الجدل حول شخصيته، إلا أن الفايد بنى ثروة شخصية تفوق الـ2 مليار دولار من الصفر، دون أي وراثة.
قصته تُبرز أهمية الشبكات والمخاطرة، وهو يُعتبر من أشهر رواد الأعمال العرب الذين غزوا الأسواق الغربية. توفي في 2023، لكنه ترك إرثاً يلهم الشباب المصري للخروج من الحدود.
شاهد المزيد: أفضل 10 بنوك في الإمارات: دليل شامل للخدمات المصرفية في الدولة
3. مصطفى قنديل: مؤسس سويفل، رائد النقل الذكي
مصطفى قنديل، الشاب المصري المولود في 1995، هو أحد أشهر رواد الأعمال في مصر في العصر الرقمي. بدأ من الصفر كطالب في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، حيث لاحظ مشكلة النقل العام في القاهرة المزدحمة. في عام 2017، أسس سويفل (Swvl) مع شركائه محمود نوح وأحمد صباح، وهي تطبيق للنقل الجماعي يربط الركاب بالحافلات عبر الهواتف الذكية.
بدأت الشركة برأس مال محدود من الاستثمارات الشخصية، وواجهت تحديات مثل التنظيمات الحكومية والمنافسة من أوبر. لكن بفضل الابتكار، نمت سويفل بسرعة، وانتشرت في أكثر من 10 دول. في 2021، أصبحت أول شركة مصرية تُدرج في بورصة ناسداك، بتقييم يصل إلى 1.5 مليار دولار. اليوم، تخدم سويفل ملايين المستخدمين، وتُعد نموذجاً لـقصص نجاح مصرية في التكنولوجيا.
قنديل، الذي ترك دراسته للتركيز على الشركة، يُظهر كيف يمكن للشباب تحويل المشكلات اليومية إلى فرص بمليارات.
4. منير نخلة: مؤسس حالا (هالان)، ثورة التمويل الرقمي
منير نخلة، المولود في مصر، هو مؤسس حالا (MNT-Halan)، الشركة التي غيرت وجه التمويل في مصر. بدأ نخلة رحلته من الصفر في 2017، بعد تجارب في مجال النقل بالدراجات النارية. أسس هالان كمنصة للقروض الرقمية والمدفوعات، موجهاً خدماتها للفئات غير المصرفية في مصر.
مع رأس مال أولي صغير، واجه تحديات التنظيم المالي والثقة في التكنولوجيا. لكن بفضل الشراكات مع البنوك، نمت الشركة لتصبح يونيكورن (شركة بقيمة مليار دولار) في 2023. اليوم، تقدم هالان خدمات لأكثر من 5 ملايين عميل، وتُقدر قيمتها بأكثر من مليار دولار، مما يجعل نخلة أحد أشهر رواد الأعمال العرب في الفينتيك.
قصته تُبرز أهمية الشمول المالي، وهي درس لكل قصة رائد أعمال ناجح في الأسواق الناشئة.
5. أشرف صبري: مؤسس فوري، رائد الدفع الإلكتروني
أشرف صبري، المهندس المصري، أسس فوري (Fawry) في 2008 من الصفر، مستفيداً من خبرته في التكنولوجيا. بدأ كمنصة لدفع الفواتير عبر الإنترنت، في وقت كانت مصر تعاني من نقص في الخدمات المالية الرقمية.
واجه صبري صعوبات في التمويل الأولي، لكنه جذب استثمارات من بنوك مصرية. نمت فوري لتصبح أكبر شبكة دفع إلكتروني في مصر، مع أكثر من 30 مليون مستخدم. في 2019، أدرجت في البورصة المصرية بتقييم يفوق المليار دولار، مما جعلها أول يونيكورن مصري. اليوم، توسعت فوري إلى الخليج، وتُعد نموذجاً لـأشهر رواد الأعمال في مصر.
من أشهر رواد الأعمال العرب؟
من أبرزهم محمد الفايد، أونسي ساويرس، ونجيب ساويرس من مصر، بالإضافة إلى محمد الغرير من الإمارات وسليمان الراجحي من السعودية.
من هم أشهر رواد الأعمال في مصر؟
يشملون أونسي ساويرس، محمد الفايد، مصطفى قنديل (مؤسس سويفل)، منير نخلة (مؤسس حالا)، وأشرف صبري.
من هو أكبر وأشهر رجل أعمال في العالم؟
يُعتبر إيلون ماسك أو جيف بيزوس من أكبرهم، بثروات تفوق الـ100 مليار دولار، لكنهما من الولايات المتحدة.
من هم أشهر رواد الأعمال في التاريخ؟
يشملون هنري فورد، بيل غيتس، ستيف جوبز، ووارن بافيت، الذين بنوا إمبراطوريات من الصفر.
الخاتمة
هؤلاء الخمسة – أونسي ساويرس، محمد الفايد، مصطفى قنديل، منير نخلة، وأشرف صبري – يمثلون جوهر الروح المصرية في الأعمال. بدأوا من الصفر، واجهوا الفشل، لكنهم بنوا شركات بمليارات الدولارات، مساهمين في نمو الاقتصاد المصري والعربي. قصصهم تذكرنا بأن النجاح ليس مصادفة، بل نتيجة للإصرار والابتكار. للشباب الطموح، هذه القصص دعوة للحلم الكبير والعمل الجاد. في عالم يتغير بسرعة، يظل أشهر رواد الأعمال مصدر إلهام أبدي.
شاهد المزيد: تحليل أسعار صرف الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري في 10 أغسطس